الفجوة العلمية في البحث العلمي – سماتها، وأهداف دراستها

الفجوة العلمية في البحث العلمي يعاني منها الكثير من الباحثين والأساتذة في مجالات البحث المختلفة، حيث يحاول العديد من الباحثين العمل على سد هذه الفجوة لأن هذا الموضوع ذو أهمية كبيرة وله دور هام في التطور والتقدم العلمي.

يعتبر اكتشاف الباحث العلمي لمسألة مرتبطة بمجاله العلمي والتي تشكل نقصاً في البحث في ذلك المجال، أمراً حيوياً في تطور العلوم وارتفاع المستوى العلمي والثقافي للمجتمعات، عندما يستطيع الباحث العلمي النجاح في حل المشكلة وسد الفجوة في الأبحاث التي يلاحظها، كذلك يساعد وجود هذا الفراغ الباحث على مقارنة نتائج الدراسة التي يجريها مع الأبحاث السابقة التي تنتمي لنفس التخصص، ولمعرفة أهم أهداف دراسة هذه الفجوة البحثية وكيفية التعامل معها تابع معنا مقالنا هذا.

تعريف الفجوة العلمية في البحث العلمي

تعتبر هذه المشكلة أو الظاهرة المحور البحثي الجديد الذي لم يتم الإشارة إليه في الأبحاث السابقة في مجال محدد، مما يؤثر على نقص المعرفة في هذا المجال، ويدفع الباحث إلى دراسة زاوية دراسية جديدة متعلقة بهذه المشكلة والتي يعتبرها جزءًا من البحث.

يمكن تعريف المسافة البحثية في المجال الدراسي بأنها المساحة التي لم تغطيها الدراسات السابقة والتي لا تزالُ المعلومات المتعلقة بها محدودةً نسبيًا، وبالتالي، يقومُ الباحث العلمي الذي يتمتع بالمعرفة والمهارات والموارد المالية بدراسة تسدد هذه الفجوة.

بالإضافة إلى التعريفات السابقة، يمكن تعريفها بمشكلة بحثية لم يتم الكشف عنها بعد ولم تحقق نتائج في المجال العلمي الذي تنتمي إليه، ولكن كيف يتم التعامل مع الفجوة العلمية في البحث العلمي؟ هذا ما سنتطرق إليه في الفقرات التالية.

كيفية تعامل الباحث مع الفجوة البحثية

تعكس هذه الفقرة عدم قبولنا لفرضية أن أي نقص في دراسة جانب معين يشكل نقصًا في الأبحاث، بل في الكثير من الأحيان، نرى أن هناك تجاوزًا في تقدير هذه الفروق، التي لا يمكن تحميلها على الباحث العلمي بمفرده فقط، بل تشكل مسؤولية مشتركة لجميع الباحثين والعلماء المحترفين في نفس المجال العلمي، كذلك تنقسم خطوات التعامل مع الفجوة العلمية في البحث العلمي إلى ما يلي:

• يجب على الباحثين الاهتمام بالبحث عن الفجوات والثغرات في المعرفة، ومحاولة تعبئة تلك الفجوات بطرق جديدة ومبتكرة لتطوير العلم والمعرفة في مجالاته المختلفة.
•  وجود الفجوة العلمية في البحث العلمي هو أمر طبيعي في أي تخصص علمي، وقد لا يفسر عدم وجودها افتقارًا حقيقيًا إليها، بل ربما يكون نتيجة عدم اكتشافها بعد، فالتطور في العلوم لا ينتهي، والعلم لا يمكن تجزئته إلى قضية نهائية ودائمة، لهذا السبب.
•  يجب أن يعمل الباحثون بجد في البحث عن الفجوات والثغرات في المعرفة، ومحاولة ملؤها بنهج جديد وابتكاري للتقدم في المعرفة والعلم.
• يعد تعبئة الفجوات البحثية فرصة مهمة أمام الباحثين المتخصصين، حيث يعملون جميعاً بجد لتحقيق هذا الهدف، ويجب ملاحظة أن الفجوة البحثية لا تتناسب مع كل التخصصات البحثية العلمية.

أبرز صفات الفجوة العلمية في البحث العلمي

الفجوة البحثية القابلة للدراسة لها مجموعة متنوعة من الصفات، ويمكن أن نشير من بينها إلى ما يلي:

• دراسة هذه الفجوة تمثل إضافة علمية هامة للمجال الذي يتم العمل به وللمجتمع بشكل عام.
• يقدم ترك فجوة البحث للباحث العلمي العديد من الخطوات والخطط البحثية المختلفة التي تسمح أن يتطرق إليها.
• يدفع الباحث إلى القراءة والاكتشاف في مختلف المصادر والدراسات السابقة.
• تتطلب عرض المشكلة واضحًا ومفهومًا للقارئ.

لطلب خدمة إعداد الأبحاث .

أهم سمات الفجوة البحثية

التأكد من أن الفجوة البحثية متوافقة مع موضوع الدراسة المراد البحث فيه، كذلك من أهم سمات الفجوة العلمية في البحث العلمي ما يلي:

• العمل على إدخال تطور علمي جديد في مجال البحث العلمي.
• أن تكون قابلة للقياس يمكن استخدامها لإيجاد حلول لها.
• توفر العديد من الأفكار والطرق البحثية للباحث.
• تدفع الدارس إلى الاطلاع والاستكشاف في مجالات مختلفة والمجلات العلمية.
• أن تعرض بشكل واضح ومفهوم للقارئ.

أهم أهداف دراسة الفجوة البحثية

يتم شرح المشكلة البحثية التي تم اكتشافها والوصول إليها من قبل الباحث، كذلك:

•  يتم العمل على تبيان الفروق الواردة بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة التي تناولت نفس المجال.
• يجب التأكد من عدم وجود أي بحث مماثل لموضوع البحث المقترح.
• إبراز القيمة المعنوية للبحث.

 أنواع الفجوات البحثية

يوجد العديد من الأوجه غير المستكشفة في البحوث، ومن أبرز هذه الأوجه:

• تشير الفجوة التحليلية إلى استخدام أدوات تحليلية جديدة ومبتكرة بشكل فعال، بدلاً من الأدوات المستخدمة سابقًا في الأبحاث التي تم إجراؤها في نفس السياق.
• فجوة معرفية تعني تقديم معرفة جديدة ومبتكرة لم يتم التطرق إليها مسبقاً.
• الفراغ الزمني: يتعلق بالاكتشاف في مجال ذي أهمية تم الفحص فيه سابقًا لفترة طويلة، ويتطلب إعادة البحث فيه حتمًا.
• تعني فجوة المكان إجراء بحث في موضوع هو بالفعل مهم وتم البحث فيه سابقًا، لكن في سياق بيئة مختلفة.
• فجوة في التنفيذ: وهي استخدام استراتيجية جديدة في البحث التي لم تتم الاستفادة منها في الدراسات السابقة.
• تعني الفجوة المفهومية استخدام مفاهيم جديدة لم تُستخدم قبل ذلك في الدراسات السابقة التي تناولت نفس المجال.
• توجد فجوة في المنهج، حيث لم يتم استخدام منهجية جديدة على مجتمع أو عينة البحث من قبل البحوث السابقة التي اعتنت بهذا المجال.
• الفجوة النظرية تشير إلى إدخال إطار نظري جديد لم يتم تناوله سابقاً في الأبحاث المتعلقة بنفس الموضوع، والتأثير المتوقع لذلك على نتائج البحث.

كيفية صياغة الفجوة البحثية

يقوم الباحث العلمي عند دراسة الفجوة العلمية في البحث العلمي، بعدة خطوات من أجل تصغير الفجوة البحثية، وهي واحدة من أهم المسائل البحثية ليتمكن من دراسة ذلك، ويمكن ذكر بعض الخطوات المهمة للصياغة كمثال:

• يقوم العالم الباحث باتخاذ قرار دراسة المشكلة البحثية بعد تحديدها بشكل كامل وشامل، وجمع المعلومات والبيانات المتعلقة بها لاتخاذ الإجراءات البحثية الملائمة المرتبطة بالمشكلة البحثية.
• بمجرد جمع جميع المعلومات المتعلقة بمشكلة البحث المحيرة، يبدأ الباحث في شرح وتحليل هذه المشكلة بتحويلها من مستوى عام إلى مستوى البحث المحيطي.
• يتوجه الباحث العلمي بعد المرحلتين السابقتين إلى تحديد محتوى فجوة البحث عن طريق التركيز على موضوعها بشكل دقيق وواضح ومفهوم، ويعطي أهمية كبيرة للمحاور الرئيسية أكثر من المحاور الفرعية.
• بوضوح، يتعلق الأمر بالكشف عن مدى الفراغ الموجود في البحث، ويتم ذلك عن طريق تحديد مشكلة البحث العلمي بشكل دقيق ومتوافق مع المعايير والشروط المتعارف عليها في الدراسات العلمية.
• تصوير الفجوة البحثية بطريقة تشرح هذا الفجوة، وتوجه القارئ الى المضمون المتعلق بهذه المشكلة البحثية ومستوى أهميتها، ومن الممكن زيادة شغف القارئ بقراءة البحث وتحقيق ثماره المؤكدة بالأدلة والبراهين عن طريق تصويرها.
• تعد الأمانة أمرًا ضروريًا في أي بحث علمي؛ لذلك يجب على الباحث العلمي أن يتأكد من صدق المعلومات التي يحصل عليها، وأن يشعر بالارتياح والاطمئنان لتحقيق النتائج الصحيحة والمنطقية التي ستساعده على سد الفجوات البحثية.

في نهاية المقال نكون قد قدمنا لكم أهم خطوات تعامل الباحث العلمي مع الفجوة العلمية في البحث العلمي، وأهدافها والسمات الخاصة بها.